
الدارالبيضاء : عون السلطة… “مقدم” ولا “متأخر”.
أنفا بريس // بقلم: عبدالواحد فاضل
أود الحديث عن موضوع مهم موازاة مع تنقيل أطر وزارة الداخلية من مكان لآخر عبر ربوع المملكة،حيث عرفت مدينة الدارالبيضاء حركية من جراء تغيير القياد والباشوات والعمال… الخ.
هذه العملية لقيت اهتماما كبيرا في أوساط الفاعلين السياسيين والمجتمع المدني نظرا للضرفية التي تعيشها المدينة، والأشغال الكثيرة والمشاريع المثراكمة، والملفات العالقة بالإضافة لمجموعة من الإكراهات المتعلقة بالجانب المالي والإجتماعي والسياسي.
همت التنقيلات أطر الوزارة وأغفلت شريحة مهمة تلعب دور أساسي في تحريك دواليب الشأن المحلي في معظم الملحقات الإدارية بالمدينة ونخص بالذكر أعوان السلطة أو ما يعرف “بالمقدمية”.
هم أشخاص على مقربة دائمة من المواطنين يتحركون بشكل غير عادي في الأزقة والأحياء والشوارع متواصلين مع المواطن من حيث نقل المعلومات والأبحاث التي يستند عليها باقي أطر الملحقة والقياد والباشوات والعمال.
مصدر المعلومة بامتياز رغم كثرة الصراعات والتجادبات مع الساكنة من جراء الإحتكاك اليومي معهم،بالإضافة لقوة الملفات الآنية المتشعبة كملف الدور الآيلة للسقوط الذي جعل عون السلطة في مقدمة المدفع وفي صراع مصيري من أجل تحريك هذا الملف ومواجهة الساكنة بالمعطيات وقرارات الهدم…الخ.
كي لا نخوض في الموضوع أكثر ولإعطاء دينامية وحيوية وتجديد، كان ولا بد أن تطال الحركية والتنقيلات صفوف الأعوان كذالك لأن المواطن داق درعا وهو يتعامل مع هؤلاء المقدمية على أقدميتهم داخل الأزقة والأحياء ما خلق نوع من النفور وكثرة التلاحمات الجانبية مع هؤلاء الأشخاص،بحيث أصبح عون السلطة شخص غير مرغوب فيه، نضرا لطريقة الإشتغال وطبيعة هؤلاء الأشخاص، ومجموعة من الإكراهات المتعلقة بالشأن المحلي التي غالبا ماتضع العون في صراع دائم مع الساكنة.
تغيير في صفوف أعوان السلطة سيطفئ غضب الساكنة ويدوب نوعا ما تلك الصورة القاتمة عنهم.
لأن تغيير الوجوه يعطي بشرى للسكان وأمل نحو تغيير طريقة الإشتغال وتفاءل بغد أجمل.
رغم التجاوزات والمخالفات والتسيب الذي يعرفه هذا الوسط الإداري المؤثر في تحريك دواليب الملحقات والعمالات لابد من إعادة هيكلة هذا الجهاز الإستخباراتي المحلي وإعطاء حركية موازية لتنقلات أطر وزارة الداخلية بتوزيع “المقدمية” بشكل جديد على الملحقات يتماشى مع مجموعة من الملفات والمقتضيات المحلية المرتبطة بالحياة اليومية للبيضاويين.
تحريك موضوع أعوان السلطة مهم للغاية نضرا لارتباطه الوثيق بحياة الساكنة وبالمعلومات المهمة عن نمط حياة المواطن وحاجياته والتزاماته.
تغيير الأعوان يضعنا أمام حتمية طرح أسئلة حول التطلع لتطوير نمط العيش وطريقة التفاعل مع المشاكل والملفات وإكراهات التعامل مع الإدارة….وهي كالتالي:
هل سنشهد التغيرات على مستوى “المقدمية”؟
كيف يمكن تغيير وتطوير طريقة تعامل عون السلطة مع الساكنة؟
هل هناك تكوين أخلاقي بيداغوجي لهذا الجهاز؟
كيف يمكن خلق تناغم وتماسك إداري مع عشوائية مستمرة في صفوف الأعوان؟
ما هي المميزات الضرورية لإدماج هؤلاء الأعوان في الملحقات والعمالات؟



