
أنفابريس//
في ظل الانتشار المتزايد لمنتجات مجهولة المصدر على رفوف المتاجر وعبر الإنترنت، يُطرح من جديد خطر العسل الملكي الآسيوي، الذي أضحى يُروّج له كمكمّل طبيعي “سحري” يعزّز الطاقة والقدرات الجنسية، خصوصاً في أوساط الشباب المغربي. لكن خلف هذه الادعاءات البراقة، تخفي هذه المادة مخاطر صحية جسيمة، قد تصل إلى تهديد الحياة.
رغم تسويق هذا المنتوج على أنه طبيعي 100%، فقد كشفت تحاليل مخبرية أجرتها عدة جهات صحية دولية أن العسل الملكي الآسيوي يحتوي في بعض الحالات على مركبات كيميائية مشابهة للفياغرا أو التادالافيل، وهي مواد دوائية لا يُسمح باستخدامها إلا تحت إشراف طبي صارم، لما لها من تأثير مباشر على ضغط الدم ونبضات القلب ووظائف الكلى والكبد.
وفي غياب مراقبة صحية صارمة على هذه المنتجات التي تدخل عبر قنوات تجارية غير منظمة، يتعذر على المستهلك المغربي معرفة حقيقة ما يتناوله، مما يزيد من حجم المخاطر المرتبطة بالاستهلاك العشوائي لهذا النوع من العسل.
الخطير في الأمر أن الشباب المغاربة أصبحوا من الزبائن الرئيسيين لهذا المنتوج، مدفوعين بضغط الصور النمطية عن “الرجولة” و”الأداء الجنسي”، والتي يتم الترويج لها على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي. وتنتشر ممارسات تشجيع الأصدقاء لبعضهم البعض على تجربة العسل الملكي دون وعي بتبعاته الصحية الخطيرة.
وقد سجّلت بعض المصحات والمراكز الاستشفائية، خصوصاً في المدن الكبرى، حالات تسمم حادة ناتجة عن استهلاك هذا المنتوج، تراوحت أعراضها بين هبوط مفاجئ في الضغط، واضطرابات قلبية، وآلام في الرأس والصدر، ومشاكل في الجهاز الهضمي.
رغم هذه التحذيرات، لا يزال العسل الملكي الآسيوي يُباع في السوق المغربية، أحياناً داخل محلات تجارية عادية أو عبر منصات إلكترونية، تحت غطاء منتجات “مستوردة” و”فعالة”، دون أي ترخيص رسمي من وزارة الصحة أو المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA).
وفي ظل هذا الواقع، يطالب مهنيون في قطاع الصحة والرقابة بضرورة التدخل العاجل لحظر هذا المنتوج وتكثيف حملات التحسيس، خصوصاً داخل الأوساط الشبابية، حول خطورة استهلاك مكملات مجهولة المصدر أو تحتوي على مواد فعالة لا يمكن استخدامها إلا بوصفة طبية.
الصحة ليست مجالاً للتجريب. والمنتجات المجهولة قد تُحوّل “جرعة نشاط” مزعومة إلى مأساة صحية.
فليكن الحذر واجباً… وليكن الوعي سلاحاً ضد كل ما يهدد سلامة المواطن.