
كأس العالم تحت 20 سنة تنطلق من تشيلي وسط ترقّب عالمي وآمال مغربية متجددة.
أنفابريس //
تنطلق اليوم السبت 27 شتنبر 2025، منافسات كأس العالم لكرة القدم تحت 20 سنة، والتي تحتضنها تشيلي إلى غاية 19 أكتوبر المقبل، في نسختها الرابعة والعشرين منذ تأسيس البطولة عام 1977، وسط أجواء حماسية وبرنامج مكثف يضع شباب العالم في صدارة المشهد الكروي.
وقد اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أربع مدن تشيلية لاستضافة مباريات البطولة، وهي: سانتياغو (الملعب الوطني)، وفالبارايسو، ورنكاغوا، وتالكا. ويشارك في النهائيات 24 منتخبًا يمثلون قارات العالم، موزعين على ست مجموعات، يتأهل منها متصدرو ووصيفو المجموعات، إضافة إلى أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث، إلى دور ثمن النهائي، حيث تنطلق الأدوار الإقصائية وصولًا إلى المباراة النهائية.
وتشهد النسخة الحالية عودة المنتخب الوطني المغربي إلى منافسات كأس العالم U20 للمرة الأولى منذ 20 عامًا، بعد تأهله بصفته وصيف بطل إفريقيا، خلف منتخب جنوب إفريقيا. مشاركة تعززها تطلعات جماهيرية كبيرة، بالنظر إلى الأداء اللافت لـ”أشبال الأطلس” خلال بطولة القارة، وقدرتهم على التعامل مع مباريات عالية الضغط.
ويتواجد المنتخب المغربي في مجموعة صعبة تضم البرازيل، وإسبانيا، والمكسيك، ما يُصعّب المهمة من الناحية التنافسية، لكنه في الوقت نفسه يمنح عناصر المنتخب فرصة ثمينة للاحتكاك بأفضل المدارس الكروية في العالم، وقياس مدى جاهزيتهم في مواجهة منتخبات تملك تقاليد راسخة على هذا المستوى.
ولا تقتصر أهمية المشاركة المغربية على البعد التمثيلي، بل تمتد إلى رهان استراتيجي على تثبيت موقع منظومة التكوين الوطنية على الخارطة العالمية. فالجيل الحالي بلغ نهائي كأس إفريقيا، وراكم تجارب نوعية في الأدوار الإقصائية، ما يجعل منه مشروع منتخب للمستقبل، ويمنحه الفرصة للتألق أمام أنظار كشافي الأندية والدوريات الأوروبية الكبرى.
وتُعد بطولة العالم للشبان، منذ نشأتها، منصة انطلاق لنجوم عالميين، وهو ما يضفي أهمية إضافية على كل دقيقة يخوضها اللاعبون في ملاعب تشيلي. ومن هنا، تراهن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على استثمار هذا الحدث لإبراز جودة التكوين المحلي، وتعزيز صورة الكرة المغربية التي حققت في السنوات الأخيرة قفزات كبيرة على مستوى مختلف الفئات، وفي مقدمتها المنتخب الأول.
يدخل المنتخب المغربي المنافسات مدركًا صعوبة مجموعته، غير أن الطاقم التقني يعوّل على ثلاثية واضحة في سبيل تحقيق نتائج إيجابية: الالتزام التكتيكي والانضباط الدفاعي، استغلال الكرات الثابتة التي شكّلت أحد أبرز أسلحته القارية، والجرأة الذهنية خلال لحظات التحول الهجومي.
ويُعدّ التأهل إلى الدور الثاني هدفًا أوليًا مشروعًا، في انتظار ما قد تسفر عنه التفاصيل الصغيرة في المباريات، والتي كثيرًا ما تصنع الفارق على هذا المستوى.
ومن أبرز مفاجآت هذه النسخة غياب منتخب الأوروغواي، حامل لقب نسخة 2023، عن النهائيات، بعد خروجه من تصفيات أمريكا الجنوبية، ما يعكس مجددًا مدى تنافسية هذه الفئة العمرية. في المقابل، تبقى منتخبات مثل البرازيل، الأرجنتين، فرنسا، وإسبانيا مرشحة فوق العادة للمنافسة على اللقب، بحكم تاريخها وأدائها المنتظم في بطولات الفئات السنية.
على مستوى التنظيم، تعوّل تشيلي على بنيات تحتية جاهزة وخبرة سابقة تعود إلى نسخة 1987 التي شهدت بروز عدد من الأسماء العالمية. وتطمح البلاد إلى إنجاح هذه الدورة كروياً وجماهيرياً، خاصة وأن المنافسات ستُتابع عبر شبكات بث دولية وإقليمية، بما فيها مزوّدو المحتوى الرياضي في المنطقة العربية.
ختامًا، تُعدّ كأس العالم تحت 20 سنة بتشيلي 2025 فرصة استثنائية لكرة القدم المغربية لإثبات الذات، واختبار جيل جديد أمام منافسين من الصف الأول، في سياق رياضي عالي المستوى، قد يحوّل مشاركة عابرة إلى قصة نجاح يُكتب لها الاستمرار.