أنفا بريس // السمارة
نفّذت عناصر تابعة لجبهة البوليساريو، مساء الجمعة 31 أكتوبر 2025، قصفاً مدفعياً استهدف مناطق تقع على مشارف مدينة السمارة، في أحدث تصعيد ميداني تشهده المنطقة منذ أشهر، وفق ما أفادت به مصادر محلية خاصة لموقع فبراير.
وأوضحت المصادر ذاتها أن القصف، الذي استمر لدقائق، تسبّب في حالة من القلق والاضطراب بين سكان الأحياء القريبة من الأطراف الشرقية للمدينة، من دون تسجيل خسائر بشرية. ووصفت مصادر ميدانية الوضع بأنه “متوتر وحذر”، وسط استنفار أمني مكثف للقوات المغربية بالمنطقة.
ويأتي هذا التصعيد في توقيت حساس، قبيل ساعات من جلسة مرتقبة لمجلس الأمن الدولي للتصويت على مشروع قرار أمريكي جديد بخصوص قضية الصحراء المغربية، يتوقّع أن يتضمّن مضامين داعمة للموقف المغربي، لا سيما في ما يتعلق بمقترح الحكم الذاتي كحلّ “واقعي ومستدام” للنزاع.
وبحسب مصادر دبلوماسية مطّلعة تحدّثت لـفبراير، فإن النسخة الحالية من مشروع القرار، التي صاغتها الولايات المتحدة، تدعو جميع الأطراف إلى الانخراط الجدي في مفاوضات دون شروط مسبقة، تحت رعاية الأمم المتحدة، مع تمديد ولاية بعثة المينورسو لعام إضافي.
وتشير التقديرات إلى أن التصويت الأممي قد يشكّل منعطفاً حاسماً في مسار النزاع الممتد منذ ما يقارب نصف قرن، خاصة في ظلّ تزايد الدعم الدولي للمبادرة المغربية واعتبارها “الأساس الأكثر جدية ومصداقية” للتسوية.
في المقابل، تواصل جبهة البوليساريو تبنّي خيار العمل العسكري المتقطع في المناطق العازلة، في وقت تؤكد فيه الرباط أن الجيش المغربي “ملتزم بوقف إطلاق النار” مع “احتفاظه بحق الرد على أي استفزازات تمسّ أمن واستقرار الأقاليم الجنوبية”.
ويُنتظر أن يُصدر مجلس الأمن قراره خلال الساعات المقبلة، في جلسة توصف بـ”الحاسمة”، وسط اهتمام إقليمي ودولي متزايد بتداعيات الموقف الجديد على توازنات المنطقة ومستقبل العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة.
