اقلام انفا بريس

الانتخابات المقبلة وأزمة أجرأة الثقة في الشعارات

أنفا بريس // الكاتب: منير الحردول

من باب الغيرة الوطنية وبحكم الممارسة السياسية سابقًا داخل “طنجرة” بعض الهياكل الحزبية والنقابية، فقول موضوعية الحقيقة يتجاهله البعض لقوة منطقه، وقوة حجته الثابتة. حقيقة لا ينكرها إلا جاحد متعجرف لأنانية الأبراج العالية والتي ينفخ فيها الإعلام والمال والنسب وهكذا!

حقيقة يمكن جمعها في جملة من الأفكار، أفكار نسردها ونحللها كالتالي بعيدًا عن أنشودة الفاعل السياسي والجمعوي والإطار الكبير، وهكذا دواليك!

فاللوائح الانتخابية من باب الموضوعية، عليها أن تضم كل الفئات الاجتماعية، من عمال النظافة والمهن الحرة والعاطلون والباعة المتجولون، وبعض ممن أنعم عليهم النظام التعليمي، بالتفوق على الآخرين، بنوعية الشواهد الورقية. فتدبير الأمور والتشريع يحتاج للإبداع، والإبداع لا علاقة له مع الشواهد العليا بدليل كم من دولة يسيرها رؤساء ليس لهم شواهد كبيرة! وكم من مقاولات عملاقة نجحت بإبداعات أصحابها بعد مغادرة المدارس الرسمية. لذا كفى من وهم السراب العقيم في تقديم اللوائح المثخمة بالأبراج العالية! بدعوى أنها من الأطر العليا، وفي الإبداع تجدها تجتر المعارف، وتتبختر بربطة العنق، على أصحاب الكفاح الحقيقي من أهل الشعب، شعب أصبحت له أهمية خاصة في فترة الحملات الانتخابية!

والغريب كذلك هو أن الحملات الانتخابية يتم التواصل مع الشعب بمختلف اللغات واللهجات والتعبيرات الشفهية والكتابية التي يفهمها الشعب! لكن بعد انتهاء الحملة، وتقلد المسؤوليات الكبيرة، يعود من كان يتواصل بلغة يفهمها الجميع، إلى برجه العالي، ليصدر البيانات والإعلانات وبعض النشرات بلغة دستورة دولة أجنبية أخرى. فحقًا هناك خلل ثقافي عميق، اسمه التقليد الأعمى بدعوى التقدم المفترى عليه. فهل الصين أو النرويج وإسبانيا أو روسيا أو.. تخاطب شعبها بغير لغاتها الدستورية التي اتفق عليها الجميع!! الآليات التواصلية المصطنعة لن تستمر إلى ما لا نهاية فالوعي أمواج يزاد منسوبه يومًا بعد يوم!

إن خاتمة التمني المؤلمة، تبقى دوما طموحة، عنوانها المخلص هو حلم نترجى منه أن يضحى حقيقة واقعية، حلم عنوانه أن تسفر الانتخابات على تغيير يشعر به الجميع، خصوصًا في قطاعات الصحة والتعليم والتشغيل وتحسين موائد الأسر المنهوكة بالتراجعات! فالكل يشهد أن الحياة تحتاج للتغيير، وللأفضل، لا التراجع كما يريد لنا البعض. فحبل الكذب قصير، والمنصب لن يدوم للأبد. لذا، دوما كنا ننادي بالكف عن التحدي المفعم بالجدال العقيم، التناقض الأخلاقيا وعمليا بين معادلة التطابق ولو نسبيا بين الأقوال والأفعال!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى