
الراحل ” العيدي زيديني” الأب المربي والسياسي
أنفا بريس // عزالدين بلبلاج
الراحل “العيدي زيداني” الأب المربي والسياسي المقتدر والجمعوي الصادق والوطني الكبير؛ الشامخ الذي اجتمع فيه ما تفرق في غيره سبعون سنة في خدمة التربية والتعليم والتكوين المهني.
قال تعالى في كتابه الكريم؛ بسم الله الرحمن الرحيم “مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا” صدق الله العظيم”الأية 23 سورة الأحزاب”، وهي آية قرآنية تسجد بالفعل مسار الراحل الحاج العيدي زيداني فقيد الوطن وساكنة عين السبع ـ الحي المحمدي بمدينة الدارالبيضاء، لقد كان رحمه الله الإنسان الخلوق والمعلم المربي للأجيال والجمعوي الصادق التي قدم طوال مشوار الغالي والنفيس لكل من طرق بابه من صغير الشأن إلى كبيره؛ ولم يكن يتباهى بالخدمات التي كان يقدمها لأبناء منطقته؛ بل كان فخورا وهو يشارك معهم كل الأنشطة الجمعوية في”الثقافة والتربية والرياضة وتخليد المناسبات الوطنية والدينية”؛
إن كان بمثابة الأب الروحي للساكنة يحب الجميع ويحبه الجميع؛ ليس مجاملة أو من أجل مصلحة معينة ولكن حب الله يوتيه من يشاء من عباده الصالحين خصوصا وأنه حامل لأعظم الكتب السماوية “القرآن الكريم”؛ لقد ظل الراحل دائما يفتخر بجدوره والمكان الذي ترعرع فيه بكاريانات الحي المحمدي التي كان يعرف كل شبر منها؛ نعم إنه العيدي زيداني الرجل العصامي والمقاوم الصامت والوطني الكبير.
إن الحديث عن الراحل “العيدي زيداني” لا تكفيه الكلمات أو الجمل أو حتى الأبيات الشعرية لأن بحجم الرجال تبنى النصوص؛ فهو مفرد بصيغة الجمع؛ راكم تجربة كبيرة ومتنوعة ومترابطة وكأنه كان يدرك بأن الحياة ليست فقط عمل ولكن هي ثقافة وعلوم وأدب وأخلاق وتواصل وعطاء وتقديم يد العون لكل محتاج والتفكير في الدار الآخرة، ويقول الشاعر في فاجعة الفراق:
” دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ .. وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي .. فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً .. وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ
وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا .. وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ
تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكُلُّ عَيب .. يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ
وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلّاً .. فَإِنَّ شَماتَةَ الأَعدا بَلاءُ
وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ .. فَما في النارِ لِلظَمآنِ ماءُ
وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي .. وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ
وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ .. وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ
إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوع .. فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ
وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا .. فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماءُ
وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ وَلَكِن .. إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَضاءُ
دَعِ الأَيّامَ تَغدِرُ كُلَّ حِين..فَما يُغني عَنِ المَوتِ الدَواءُ
إن الراحل “العيدي زيداني” كان دائما طوال مساره منفتح على جميع الفعاليات الدينية والجمعوية والسياسية ورفاقه في جيش التحرير والمقاومة ومع أبناء المنطقة التي ناضل من اجلها وعمل على تأهيلها والمساهمة في تنميتها؛ لقد كان الأب الحنون لأسرته وعائلته ومحيطه؛ وصدق من قال بأن التربية أخلاق والعلم نبراس والتضحية عطاء والكلمة وفاء؛ نعم رحل جسد “العيدي زيداني” ولكن ستظل ذاكرته حاضرة بقوة في كل المحطات والمناسبات وفي تاريخ منطقة الحي المحمدي التي فقدت هرم من أهرامات العلم والثقافة والأدب والعطاء والوفاء للوطن والمواطن.
نبذة عن الراحل الحاج العيدي زيداني:
الحاج العيدي زيداني مسار حافل بالعطاء فهو من مواليد 1939 بالحي المحمدي بالدار البيضاء؛ له الكفاءة في الحقوق؛ 60 سنة في خدمة التربية والتكوين؛ الرئيس المدير العام لمجموعة مدارس السلام؛ كاتب عام سابق لهيئة مديري المدارس الحرة بالمغرب المؤسسة قبل الاستقلال؛ امين المال سابق لودادية التعليم الحر بالمغرب؛ مؤسس لأول مركز للتكوين المهني الخصوصي بالمغرب اصغر أعضاء المجلس البلدي لمدينة الدار البيضاء سنة 1968 اصغر أعضاء مجلس عمالة الدار البسضاء سنة 1968؛ عضو المؤتمر الثقافي لجمعية – د ج ب – بألمانيا؛ عضو المؤتمر الثقافي لجمعية ليون لوكرانج بفرنسا؛ عضو المكتب السياسي لحزب الشورى والاستقلال سابقا؛ مقرر لجنة الشؤون الاجتماعية والتربوية للمؤتمر الوطني لحزب الحزب الشورى والاستقلال سنة 1992 كاتب عام سابق ومنسق للمكتب الإقليمي للحزب بعمالة عين السبع الحي المحمدي؛ فاعل جمعوي؛ عضو مؤسس للاتحاد المغربي للشبيبة الديمقراطية سنة 1961 مؤسس ورئيس نادي السلام الرياضي لكرة القدم؛ مؤسس ورئيس نادي السلام للملاكمة؛ نائب سابق لرئيس الجامعة الملكية للملاكمة؛ عضو مؤسس الجمعية محسني مستشفى محمد الخامس بالدار البيضاء؛ حاصل على دبلوم متخصص في المخيمات الصيفية؛ وقائد سابق لفرقة بالكشفية العبدلاوية.